حقائق عن الفنك "ثعلب الصحراء"

حقائق عن الفنك "ثعلب الصحراء"

تصنيف الفَنَكْ وتطوره:

الفَنَكْ أو ثعلب الصحراء هو نوع صغير من الثعالب موجود في صحاري شمال أفريقيا. هم أصغر أنواع الكلبيات ولكن بآذان أكبر وهذا مقارنة بحجم أجسادهم والتي تستخدم في السمع ومساعدتهم على التحكم في درجة حرارة الجسم في البيئات المعادية التي يعيشون فيها. الأفناك هي حيوانات ليلية إلى حد كبير وهذا لتفادي الحرارة الإفريقية وكذا الحيوانات المفترسة خلال النهار. وقد أدى مظهرها الرائع إلى الاحتفاظ بها كحيوانات أليفة.

مظهر وتطور الأفناك:

الأفناك هي أصغر أنواع الثعالب في العالم ويبلغ طولها حوالي 41 سم وتزن 1.5 كجم فقط. ولديها ذيول سوداء طويلة مدبوسة تساعد على توجيهها عند تغيير اتجاهها عند الجري ، كما تحافظ على أنفها وأقدامها دافئة أثناء تجوالها في أوكارها. الأفناك لها لون فاتح يساعد على ضمان تمويهها بشكل جيد عندما تكون على الرمال. فروهم طويل وسميك مما يساعد على إبقائهم دافئين عندما تنخفض درجات الحرارة ليلاً ولكن يبقونهم أكثر برودة أثناء ساعات النهار الحارة حيث يعكس اللون أيضًا الشمس بعيدًا عن أجسامهم. الميزة الأكثر تميزًا للفنك هي آذانها البيضاوية الشكل، ذات الحجم الكبير، والتي يمكن أن يصل طولها إلى 15 سم. تعطي آذانهم الكبيرة حساس بشكل لا يصدق حتى يتمكنوا من العثور على الفرائس ويعملون أيضا كمنظم درجة حرارة. لدى الأفناك مخالب منحنية طويلة وحادة تمكّنها من حفر جحورها بسرعة كبيرة.

موطن وأماكن توزيع الأفناك:

تقطن الأفناك المناطق الصحراوية وشبه الجافة على حد سواء في شمال أفريقيا وشبه جزيرة سيناء. على الرغم من أنه لا يُعرف إلا القليل عن التوزيع الدقيق لمجموعات الأفناك ، إلا أنه لا يُعتقد أنها مهددة للغاية في بيئاتها الطبيعية في هذا الوقت لأنها قادرة على البقاء بنجاح في مجموعة من البيئات الصحراوية من المناطق الساحلية إلى المناطق الأكثر تفرداً من الصحاري الداخلية.

سلوك ونمط حياة الأفناك:

الأفناك هي حيوانات ليلية تميل إلى أن تكون أكثر نشاطًا أثناء الليالي الباردة. ويميلون إلى تجنب النشاط الكثير خلال النهار بسبب الحرارة الشديدة. الأفناك فريدة من نوعها بين الثعالب لأنها حيوانات مؤنسة نسبياً (أنواع أخرى من الثعلب تكون شديدة الانفراد وتتجمع فقط للتزاوج). وهي تعيش في جحور متقنة ومتداخلة في مجتمعات صغيرة تصل إلى 10 أفراد مع وجود كل فرد أو زوج أرضه الخاصة داخل مجتمعه السري. وتصبح عدوانية بشكل لا يصدق تجاه بعضها البعض ، ولا سيما عندما تتنافس على الإناث خلال موسم التزاوج.

التكاثر ودورات الحياة:

تتزاوج الأفناك بين يناير ومارس. بمجرد العثور على رفيقة، يعيشون في نفس الوكر طوال العام. بعد ما يقرب من شهرين من فترة الحمل، تلد أنثى الفَنَكْ ما بين صغيرين إلى 5 صغار. ولأنها تلد بجلد رمادي وتزن 50 جرامًا فقط عند الولادة، فإنها ترضع من حليب أمها حتى يبلغ عمرها 5 أسابيع تقريبًا عند بدء فطمها على الأطعمة الصلبة. تبقى الأفناك الصغيرة في عرينها حيث تقوم الأم بحمايتها خلال الشهرين الأولين إلى أن تصبح أكبر سنا. وتنضج تمامًا عند بلوغها 11 شهرًا، ويمكنها العيش لمدة 12 عامًا في البرية.

النظام الغذائي:

الأفناك حيوانات آكلة للحوم والتي تبحث عن الطعام في المقام الأول خلال الليالي الدافئة. ويأكلون مجموعة واسعة من النباتات الصحراوية بما في ذلك الأعشاب والجذور والتوت والفاكهة وكذلك تصيد الحشرات والزواحف الصغيرة والقوارض على الرمال. باستخدام السمع الحساس، يمكنهم سماع فرائسهم تتجول على الرمال الناعمة أو تختبئ فيها. ومثل العديد من المخلوقات الأخرى التي تعيش في الصحراء، فإن الأفناك تتكيف بشكل جيد مع الحياة في بيئة جافة وتكاد تحصل على كل الماء الذي تحتاج إليه من خلال النبات الذي تأكله. تعمل كليتيهما خصيصًا لضمان الحد الأدنى من فقدان المياه في حياتهم اليومية.

التهديدات:

بسبب طبيعتهم الرشيقة وحقيقة أنهم يقضون معظم ساعات النهار نائمين بأمان في جحورهم تحت الأرض، فإن الأفناك لديهم عدد قليل جدا من الحيوانات المفترسة الشائعة في بيئتهم الطبيعية. ويعتبر البوم الجارح المفترس الرئيسي للأفناك ولكن يعتقد أيضا أنها تفترس عن طريق الثدييات الكبيرة أيضا بما في ذلك الضباع، والوشق الصحراوي، ابن آوى والكلاب. غالبًا ما يتم احتجاز الأفناك من قبل أشخاص ليتم بيعهم في تجارة الحيوانات الأليفة بالإضافة إلى مطاردة السكان المحليين لفرائتهم الجميلة.

وقد تم تصنيف الأفناك من قبل الاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة ومواردها (IUCN) على أنه حيوان أقل أهمية من أن ينقرض في البرية في المستقبل القريب. على الرغم من حقيقة أن بعض الأفناك أصبحوا مهددين بشكل متزايد من فقدان الموائل والصيد ، لا يوجد حاليا أي تهديدات معروفة على نطاق النطاق مما يؤدي إلى انخفاض عدد السكان من شأنه أن يضمن وضعهم في فئة قائمة تهديد.

علاقة الأفناك مع البشر:

المجموعة الواسعة من الأفناك لا تتعامل مع الناس إلا في مناطق معينة لأنها قادرة على البقاء بنجاح في المناطق النائية والعدائية في الصحراء. في المناطق التي يتزايد فيها عدد السكان المحليين، بدأت الأفناك تتعرض بشكل متزايد للتهديد بفقدان مواطنها مع تطور المستوطنات البشرية. يتم اصطياد الأفناك من قبل السكان المحليين لفرائها الجميل ويتم القبض عليهم عادة وبيعها في تجارة الحيوانات الأليفة في جميع أنحاء العالم. وكانت على شفير الإنقارض قبل قرون  بسبب غلاوة فروها الناعم أما الآن فهي محمية من القانون حيث أُُعدت له محمية في بعض مناطق الهقار بالجزائر.

يعتبر الفنك من الحيوانات المشهورة بالجزائر فهو رمز تاريخي يعبر عن ثقافة المجتمع الجزائري بصلابته وتماسكه في المحن. يستعمل إسم الفنك كثيرا في جوائز سينمائية ورياضية كجائزة الفنك الذهبي التي تقام للسينما العربية والعالمية وهو الحيوان الوطني في الجزائر.

أصبح الفنك العلامة المتعارفة للمنتخب الجزائري لكرة القدم فأينما ذهبوا يسمون "الافناك"، وقد تم تزويد أقمصة لاعبي المنتخب الوطني بصورة الفنك مثل بقية الفرق الأفريقية التي تظهر على أقمصة لاعبيها صورة الحيوان الذي تشتهر به البلاد، وهو دليل على ترابط هذا الحيوان مع الجزائر.