مراجعة رواية "أرض السافلين"
أسمعت عن سجن تدخله بقدميك وتسلمه المفتاح؟ سجن ليس له قضبان ، السجن الذي يسجن عقلك؟ قد تظن لوهلة أنه عالم إفتراضي ، لا وألف لا إنه عالم حقيقي. أنا لا اتكلم عن الإنترنت الذي تستعمله يوميا لتتصفح الفيسبوك وتشاهد الفيديوهات على اليوتيوب أو تستعمله لتصفح باقي الصفحات على غوغل ، بل أتكلم عن الإنترنت العميق والذي فيه كل شيء مباح ، من مخدرات إلى لحوم ودماء البشر والسحر الأسود وإغتصاب للأطفال وقتلة مأجورين وشراء أسلحة غير مرخصة وأشياء أخرى لا يستطيع العقل تصديقها.
أرض السافلين هي الرواية الثانية للكاتب المصري "أحمد خالد مصطفى" بعد كتابة السابق أنتيخريستوس والذي صدر سنة 2016.
تدور أحداث الرواية في عالم سفلي يسمى "الديب ويب" (الانترنت العميق) أو الأنترنيت المظلم ، حيث تسافر الروح من أجل إكتشافه وإستكشاف خباياه ، فتلتقي هاته الروح بشخص يدعى "سكوربيون" وهو الذي يساعدها على إكتشاف غرف العالم السفلي ، عالم إن صح القول هو فقط لشياطين الإنس الذين يحكمونه.
الغرفة الأولى: تحكي بشكل خاص عن العهر ومسألة الدفاع عن العاهرات وستقرأ عن قصص ثلاث عاهرات ، الأولى "سومالي مام" وهي فتاة من قرية في كمبوديا والثانية "باربرا أمايا" و هي فتاة أمريكية في حين أن الثالثة هي "ناتاشا رومانانكو" وهي فتاة فقيرة من مولدافيا.
الغرفة الثانية: هي غرفة الخداع ، الوهم والكذب ، حيث تعرف فيها الروح حقيقة بعض الأحداث المثيرة التي قام الإعلام والصحافة بتزويرها على غرار أحداث 11 سبتمبر وقضية وفاة "مايكل جاكسون".
الغرفة الثالثة: هي غرفة عالم الإلحاد ، حيث تلتقي الروح في قاعة بالعديد من شخصيات العالم المهمة من بينهم فلاسفة؛ علماء ورجال دين على غرار "آينشتاين"، "داروين"، "أرسطو"، وغيرهم ، فيتناقشون حول مجموعة من الأسئلة التي حيرت العالم مثل «متى خُلق الكون؟»، «من خلقه؟ ولماذا؟» ، «ما مصير الإنسان بعد وفاته؟» للوصول إلى جواب نهائي لكل هذه التساؤلات.
الغرفة الرابعة: غرفة المجرمين ، حيث تنتقل الروح لتعيش في زمن مجموعة من المجرمين على غرار "بابلو إسكوبار" المُلقب بملك الكواكيين ، لتتطلع كيف عاشوا حياتهم.
الغرفة الخامسة: تعود فيها الروح مجددا لغرفة الإلحاد ، حيث تلتقي بنفس الشخصيات هناك وفي نفس المكان قصد مناقشة مسألة خلق الكون بالصدفة من الناحية العلمية ، الفلسفية والدينية.
الغرفة السادسة: غرفة المال ، حيث تعود الروح لأزمنة بعيدة ؛ وتتعرف هناك على المقايضة وعلى تاريخ ظهور الأوراق النقدية كبديل للذهب وكيف إستطاع اليهود الضحك على الجميع.
الغرفة السابعة: تعود الروح مجددا لغرفة العلم ، وتقابل نفس الشخصيات لكن هذه المرة من أجل مناقشة موضوع آخر وهو «هل الكائنات يطورها خالق أم أنها تتطور من تلقاء نفسها؟».
الغرفة الثامنة و الأخيرة: غرفة عالم النور ، حيث تتنقل الروح بحثا عن الإله الحق ، فتمر بالعديد من الحضارات التي كانت ولا زالت تعبد آلهة لم تعترف الروح بها لسبب من الأسباب ، إلى أن تصل في النهاية عند شخصية تُدعى "المبارك" وهو من سيدلها على الإله الموجود في الدين الإسلامي.
حقيقةً إنها رواية تستحق القراءة فهي ليست كباقي الروايات ، سيصعب عليك غلق الكتاب بعد فتحه لأنك ستود أن تكمل القراءة لمعرفة المزيد والمزيد.
رابط الحصول على كتاب أرض السافلين
- مراجعة بقلم : "ب. يونس" لمدونة يوتيوب بالعربي -
*** ألم يأن لأمة إقرأ أن تقرأ؟ ***
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق