يوغرطة... الملك النوميدي الجزائري الذي عرَض روما للبيع
ولد "يوغرطة" بسيرتا عاصمة نوميديا (مدينة قسنطينة - الجزائر حاليا) سنة 160 قبل الميلاد وهو ابن "مستنبعل" وحفيد الملك "ماسينيسا". واسم يوغرطة أو يوكرتن أو يوجيرتن في المعجم الأمازيغي يعني كبير القوم أو الأسرة أو العشيرة.
إمتاز منذ صغره بالشجاعة والقوة البدنية فكان يصطاد الأسود في سن الثانية عشر، كما عرف بالذكاء الفائق، لم يعجبه أمر تقسيم السلطة بين أبناء ماسينيسا والذي اضعف المملكة النوميدية فأراد توحيدها من جديد ومقارعة روما.
كان يوغرطة ديبلوماسيا وعرف كيف يكون علاقات مع كبار مجلس الشيوخ في روما، وراح يعمل بصمت كي يرجع مجد أجداده. لينتفض بعدها ويحاصر سيرتا للإطاحة بابن عمه "عزربعل" إلا أن تدخل روما حال دون ذلك. وبعد وفاة عمه "مكيبسا" هجم يوغرطة على الجزء الغربي لنوميديا وقتل ابن عمه الآخر "حفصبعل" ليعود سنة بعدها ويقتل عزربعل وأتباعه. لتدرك روما أن ميلاد بطل نوميدي جديد سيشكل خطرا كبيرا عليها.
لم يخف يوغرطة ولم يرى غير النوميديين أحررا، وبالفعل جمع ألفي محارب نوميدي وصرف ذهبه لشراء فيلة وأعلن الحرب على روما وراح يفتح المدينة تلو الأخرى، لبى النوميديون نداءه وكذلك صهره "بوخوس" ملك موريطنية (شمال المغرب حاليا)، لم تنجح خطط روما في القضاء على ثروته. في حين أن يوغرطة كان يكتسح المدينة وراء الأخرى وقام بشراء ذمم قناصلة روما بالذهب وفي مقدمتهم "باستيا كالبورنيوس" ليطلق مقولته الشهيرة: "روما تباع لمن يشتريها"، وهي مقولة خلدها شاعر الثورة الجزائرية "مفدي زكريا" في قصيدته "إلياذة الجزائر".
أنهكت روما بحرب مع يوغرطة دامت أكثر من عشر سنوات، ومن أشهر المعارك "معركة نهر موثول" العنيفة سنة 108 قبل الميلاد، بدأت سنة قبل ذلك عندما هجم القائد الروماني "كوينتوس كيسيليوس ميتيلوس" وإجتاح حدود نوميديا وراح يقتل الأبرياء، حتى وصل نهر موثول، أباد النوميديون بفيلتهم مؤخرة الجيش الروماني وحاصروهم من الجانبين الأيمن والأيسر، دون أن تكون لهم القدرة على الرد. لتستبدل روما القائد "ميتيلوس" بالقائد "غايوس ماريوس".
لم تجد روما إلا أسلوب الغدر للقضاء على البطل النوميدي، فاتفق غايوس ماريوس مع بوخوس صهر يوغرطة على أن يسلمه هذا الأخير في مقابل منحه قطعة أرض جديدة في نوميديا ومزايا أخرى. إستجاب يوغرطة لدعوة صهره الخائن من أجل التشاور حول خطط لطرد روما من نوميديا، وذهب إلى موريطنية (شمال المغرب حاليا)، وهناك أعتقل وأسر، ليسلم للقائد الروماني "لوسيوس كورنيليوس سولا" سنة 104 قبل الميلاد.
أقتيد يوغرطة إلى روما مكبلا، وأقيم إحتفال كبير بهذا الحدث حيث طيف هناك به وبولديه، وقطع الحرس أذنيه لأخذ حلقات الذهب المعلقة فيهما. في سجن "التوليانوم" تعرض يوغرطة لتعذيب شديد، إذ إختار أن يجوعه ويعطشه الرومان على أن يتنازل عن أفكاره والإقرار بسيادة روما على نوميديا، فمات من شدة الجوع والتعذيب.
مات يوغرطة ولكن بقي راسخا في ذاكرة الجزائريين كرمز من رموز مكافحة الإستعمار.
كتب:
- "الحرب اليوغرطية" للمؤرخ والقنصل الروماني في سيرتا "ساللوستيوس سالوست" - ترجمة المؤرّخ الليبي "محمد المبروك الدويب".
- رواية "الملك يوغرطة" بقلم الروائي الفلسطيني "كفاح جرار".
إمتاز منذ صغره بالشجاعة والقوة البدنية فكان يصطاد الأسود في سن الثانية عشر، كما عرف بالذكاء الفائق، لم يعجبه أمر تقسيم السلطة بين أبناء ماسينيسا والذي اضعف المملكة النوميدية فأراد توحيدها من جديد ومقارعة روما.
كان يوغرطة ديبلوماسيا وعرف كيف يكون علاقات مع كبار مجلس الشيوخ في روما، وراح يعمل بصمت كي يرجع مجد أجداده. لينتفض بعدها ويحاصر سيرتا للإطاحة بابن عمه "عزربعل" إلا أن تدخل روما حال دون ذلك. وبعد وفاة عمه "مكيبسا" هجم يوغرطة على الجزء الغربي لنوميديا وقتل ابن عمه الآخر "حفصبعل" ليعود سنة بعدها ويقتل عزربعل وأتباعه. لتدرك روما أن ميلاد بطل نوميدي جديد سيشكل خطرا كبيرا عليها.
لم يخف يوغرطة ولم يرى غير النوميديين أحررا، وبالفعل جمع ألفي محارب نوميدي وصرف ذهبه لشراء فيلة وأعلن الحرب على روما وراح يفتح المدينة تلو الأخرى، لبى النوميديون نداءه وكذلك صهره "بوخوس" ملك موريطنية (شمال المغرب حاليا)، لم تنجح خطط روما في القضاء على ثروته. في حين أن يوغرطة كان يكتسح المدينة وراء الأخرى وقام بشراء ذمم قناصلة روما بالذهب وفي مقدمتهم "باستيا كالبورنيوس" ليطلق مقولته الشهيرة: "روما تباع لمن يشتريها"، وهي مقولة خلدها شاعر الثورة الجزائرية "مفدي زكريا" في قصيدته "إلياذة الجزائر".
دعـوا ماسـينيسا يـردد صدانا * * * ذروه يـخـلـد زكـيَّ دمـانـا
و خـلوا سـفاكس يحكي لروما * * * مدى الدّهر كيف كسـبنا الـرهانا
و كيـف غـدا ظـافرا ماسينيسا * * * بـزامة لـم يرض فيها الـهوانا
و كـم سـاومـوه فـثار إبـاء * * * و أقـسم ألا يـعيـش جـبـانا
و ألـهمه الحـب نـيل المعالي * * * و قد كان -مثلي- يهوى الحـسانا
و مـن صنعت روحه سوفينيزبا * * * جديـر بأن يتـحدى الـزمـانا
تـغذيه حبـا و فنـا و عـلمـا * * * و تنـبيـه ما قـد يكون و كـانا
فـجاء يغـورطا على هـديـه * * * بحـكم الجـماهير يفـشي الأمانا
و قـال :مـديـنة رومـا تبـاع * * * لـمن يـشتريها !فهـزّ الكيانا
و وحّـد سيـرتا بأعطاف كاف * * * و أولى الأمـازيغ عـزاّ و شـأنا
و خـلوا سـفاكس يحكي لروما * * * مدى الدّهر كيف كسـبنا الـرهانا
و كيـف غـدا ظـافرا ماسينيسا * * * بـزامة لـم يرض فيها الـهوانا
و كـم سـاومـوه فـثار إبـاء * * * و أقـسم ألا يـعيـش جـبـانا
و ألـهمه الحـب نـيل المعالي * * * و قد كان -مثلي- يهوى الحـسانا
و مـن صنعت روحه سوفينيزبا * * * جديـر بأن يتـحدى الـزمـانا
تـغذيه حبـا و فنـا و عـلمـا * * * و تنـبيـه ما قـد يكون و كـانا
فـجاء يغـورطا على هـديـه * * * بحـكم الجـماهير يفـشي الأمانا
و قـال :مـديـنة رومـا تبـاع * * * لـمن يـشتريها !فهـزّ الكيانا
و وحّـد سيـرتا بأعطاف كاف * * * و أولى الأمـازيغ عـزاّ و شـأنا
أنهكت روما بحرب مع يوغرطة دامت أكثر من عشر سنوات، ومن أشهر المعارك "معركة نهر موثول" العنيفة سنة 108 قبل الميلاد، بدأت سنة قبل ذلك عندما هجم القائد الروماني "كوينتوس كيسيليوس ميتيلوس" وإجتاح حدود نوميديا وراح يقتل الأبرياء، حتى وصل نهر موثول، أباد النوميديون بفيلتهم مؤخرة الجيش الروماني وحاصروهم من الجانبين الأيمن والأيسر، دون أن تكون لهم القدرة على الرد. لتستبدل روما القائد "ميتيلوس" بالقائد "غايوس ماريوس".
لم تجد روما إلا أسلوب الغدر للقضاء على البطل النوميدي، فاتفق غايوس ماريوس مع بوخوس صهر يوغرطة على أن يسلمه هذا الأخير في مقابل منحه قطعة أرض جديدة في نوميديا ومزايا أخرى. إستجاب يوغرطة لدعوة صهره الخائن من أجل التشاور حول خطط لطرد روما من نوميديا، وذهب إلى موريطنية (شمال المغرب حاليا)، وهناك أعتقل وأسر، ليسلم للقائد الروماني "لوسيوس كورنيليوس سولا" سنة 104 قبل الميلاد.
أقتيد يوغرطة إلى روما مكبلا، وأقيم إحتفال كبير بهذا الحدث حيث طيف هناك به وبولديه، وقطع الحرس أذنيه لأخذ حلقات الذهب المعلقة فيهما. في سجن "التوليانوم" تعرض يوغرطة لتعذيب شديد، إذ إختار أن يجوعه ويعطشه الرومان على أن يتنازل عن أفكاره والإقرار بسيادة روما على نوميديا، فمات من شدة الجوع والتعذيب.
مات يوغرطة ولكن بقي راسخا في ذاكرة الجزائريين كرمز من رموز مكافحة الإستعمار.
كتب:
- "الحرب اليوغرطية" للمؤرخ والقنصل الروماني في سيرتا "ساللوستيوس سالوست" - ترجمة المؤرّخ الليبي "محمد المبروك الدويب".
- رواية "الملك يوغرطة" بقلم الروائي الفلسطيني "كفاح جرار".
موريطنيه مش هي موريتانيا اليوم؟
ردحذفليست الدولة الموريتانية حاليا بل مملكة أمازيغية قديمة في شمال افريقيا
ردحذف