مجانين دنيبروبتروفسك
حتى وإن عرف الإنترنت المظلم بمحتوى فضيع خطير ومفزع، إلا أن الإنترنت العادي في بعض الأحيان يفاجئنا بمحتويات شبيهة. فقد أحدث أحد الفيديوهات على النت ضجة كبيرة ولم يفهم كيف تم تركه للعلن. وللأشخاص ذوي القلوب الضعيفة لا ننصح بمشاهدة ذاك الفيديو ولأننا ضد العنف فنحن لا نشجع على مشاهدة هذا النوع من الفيديوهات البتة خاصة من أجال تعاليم ديننا دين الاسلام السميح الذي ينبذ كل أشكال العنف والتعنيف.
خلف هذا الفيديو (Three Guys One Hammer) حكاية دموية عن شباب من أوكرانيا إمتهنوا القتل كهوية رغم صغر سنهم آنذاك ، ومن أجل فهم الموضوع سنحكي في البداية عن هؤلاء الشباب.
"مجانين دنيبروبتروفسك" كما يقال عنهم ، هم قتلة متسلسلين أوكرانيون مسؤولون عن سلسلة من جرائم القتل في دنيبروبتروفسك في يونيو ويوليو 2007. إكتسبت القضية شهرة إضافية لأن القتلة قاموا بتسجيل أشرطة مصورة لبعض جرائم القتل مع واحد من أشرطة الفيديو الذي تم تسريبه على الإنترنت وبعض الصور التي تظهر الصبية يرسمون الصلبان المعقوفة وغيرها من الرموز بدم الحيوانات ، وإعطاء التحية النازية… كانوا يمضون أوقات فراغهم في تعذيب الحيوانات بطرق لا يتخيلها العقل ، ولكن لم يمر الوقت الطويل حتى إتفقوا على البدء في القتل… قتل الأشخاص. وفي ليلة ظلماء من يوم 25 يونيو 2007 شاهدوا شابة في الثلاثينات من العمر (يكاترينا إيلتشنكو) ، وبمرور إيلتشنكو قام سوبرانيوك بالدوران حولها وضربها بجانب الرأس ضربة أنهى بها حياة الشابة ، ومن هنا بدء الأسوء حتى وصل عدد قتلاهم إلى 21 قتيلا قبل أن تلقي عليهم القبض شرطة مدينة دنيبروبتروفسك. وأسوء جريمة أقدموا عليها كانت في حق رجل مسن متشرد يدعى (رومان تاتيرفتش) حيث قبض عليه إثنين فيما راح الثالث يضرب وجهه بالمطرقة ، ولم يكتفوا بهذا بل أدخلوا معادن في بطنه بطول 30 سنتيمتر مما جعل أمر التعرف على جثته صعبا.
وقد تم إختيار الضحايا على ما يبدو بشكل عشوائي. الكثيرون كانوا عرضة للهجوم ، بما في ذلك الأطفال ، المسنين ، المتشردين أو أشخاص تحت تأثير الكحول. معظم الضحايا قُتلوا بإستخدام أجسام حادة بما في ذلك المطارق والقضبان الفولاذية المستخدمة في البناء. كانت الضربات في الغالب توجه للضحايا في وجوههم مما يجعل أمر التعرف عليهم صعبا للغاية. وقد تم تشويه العديد من الضحايا وتعذيبهم ، بعض الضحايا تم إقتلاع عيونهم بينما كانوا لايزالون على قيد الحياة. واحدة من الضحايا وهي إمرأة حامل تم قطع جنينها الحي من رحمها. لم يتم التبليغ عن إعتداءات جنسية على أي من الضحايا. بعض الضحايا تمت سرقة هواتفها المحمولة وغيرها من المقتنيات الثمينة ، وقد تم رهن ممتلكاتهم في المحلات التجارية المستعملة في المنطقة. ومع ذلك معظم ممتلكات الضحايا كانت سليمة. إمتدت جرائم القتل على مساحة جغرافية واسعة. وبصرف النظر عن دنيبروبتروفسك ، فقد وقعت الكثير من عمليات القتل في مناطق نائية عن دنيبروبتروفسك أوبلاست.
تم إلقاء القبض عليهم في 23 يوليو 2007 ، "فيكتور ساينكو" و "إيغور سوبرانيوك" البالغان من العمر 19 عاماً ، تم القبض عليهما وتوجيه التهم ب21 جريمة قتل وثماني عمليات سطو مسلح و5 سرقات وتهمة واحدة بالقسوة على الحيوانات ، المتآمر الثالث "أليكسندر هانزها" تم إدانته بتهمتين هما السطو المسلح الناجمة عن حادث وقع بتاريخ 1 مارس 2007.
في 11 فبراير 2009 ثبتت التهم على جميع المتهمين ، وبما أن أوكرانيا لا تملك عقوبة الإعدام منذ فبراير 2000 بعد أن قضت المحكمة الدستورية بعدم دستورية عقوبة الإعدام في ديسمبر 1999 ، حكم على سوبرانيوك وساينكو بالسجن مدى الحياة في حين تلقى هانزها عقوبة تسع سنوات في السجن. أطلق محامو كل من سوبرانيوك وساينكو إستئنافاً وهو الطلب الذي رفضته المحكمة العليا في أوكرانيا في نوفمبر 2009.
وسائل إعلام محلية ذكرت أن القتلة كان لديهم خطة ليصبحوا أغنياء عبر أشرطة الفيديو التي تم تسجيلها لجرائم القتل. صديقة أحد المشتبه بهم أفادت بأنهم خططوا لتصوير 40 تسجيل فيديو منفصل لجرائم القتل. وقد تم تأكيد هذا القول من قبل زميل دراسة سابق الذي زعم أنه كثيراً ما سمع سوبرانيوك في اتصالات مع شخص مجهول "مشغل موقع أجنبي غني" والذي طلب 40 فيديو لعمليات قتل ، مقابل دفع الكثير من المال بمجرد تقديم التسجيلات له.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق